رياضة كرة العار والظلم والدمّار !
مازالت ردود الفعل متواصلة بعد انسحاب المنتخب الوطني التونسي من الدور ربع النهائي لكأس أمم افريقيا، وقد أجمع المراقبون والمحللون والمتتبعون للنهائيات الافريقية على أن تونس تعرّضت إلى مؤامرة تسببّت في خروجها، مؤامرة جسّمها «بنجاح» الحكم الموريسي سيشرون الذي أحرق أعصابنا ودمَّر أحلامنا وقضى على آمالنا في الذهاب بعيدا في هذه المسابقة..
تداعيات هذه المباراة أخذت منعرجا آخر بعد البلاغ الذي أصدرته الحكومة الغينية والذي لم يخل من التهكّم والاستهزاء على المنتخب وعلى الكرة التونسية خصوصا وقد جاء فيه «إنه عار على المنتخب التونسي أن لا يفوز على منتخب غينيا الإستوائية في الوقت الذي يحتل فيه المرتبة 22 عالمي بينما يحتل منتخب غينيا المرتبة 118 في التصنيف الأخير « للفيفا».. وأضاف البلاغ الصادر عن الحكومة الغينية بعد الانتقادات التي وجهت للحكم وللكنفدرالية الافريقية لكرة القدم من طرف وسائل الاعلام التونسية وحتّى الأجنبية «أنه كان على التونسيين الانتصار بـ4 أهداف لصفر وليس البكاء على ضربة جزاء مشكوك فيها» وجاء أيضا في البيان الصادر عن الحكومة الغينية والذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية ليلة الاثنين الماضي «أن لاعبي المنتخب التونسي هم الّذين ارتكبوا فضيحة بتصرفاتهم على الميدان ضد لاعبي المنتخب الغيني وضد الحكم الذي تعرض لمحاولة اعتداء».. يذكر أن هذا البيان سبقته مراسلة وردت على مقر الجامعة عشية الاثنين الماضي صادرة عن الاتحاد الافريقي لكرة القدم لحضور جلسة عُقدت البارحة للنظر في العقوبات التي تنوي الكنفدرالية الافريقية تسليطها على رئيس الجامعة وديع الجريء و23 لاعبا بتهمة اجتياح الميدان ومحاولة الاعتداء على الحكم.
الثابت أن المقابلة خرجت عن إطارها الرياضي وعرفت منعرجا آخر وتطورات وتداعيات خطيرة، كشفت أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم يكن حقدا دفينا للكرة التونسية وأن عيسى حياتو رئيس عصابة الفساد يسعى للانتقام من كرتنا ومن نوادينا ومن منتخباتنا منذ الحادثة الشهيرة سنة 2010 في ملعب رادس بعد مباراة الترجي ومازمبي الكونغولي عندما رفض لاعبو الترجي مصافحته إثر نهاية الدور النهائي لكأس رابطة أبطال افريقيا، منذ تلك اللحظة انقلب علينا حياتو بعدما كان يتمسّح على أعتاب سليم شيبوب ويتباهى بالكرة التونسية ويحضر ملتقياتنا ومبارياتنا ويُهرول للحضور إلى بلادنا بمناسبة وبغير مناسبة... هذا الشيخ الذي يحكم الكرة الافريقية منذ ما يزيد عن ربع قرن كان أحد الأطراف الرئيسية للعبة القذرة التي دُبّرت للإطاحة بمنتخبنا في هذه النهائيات ليس شماتة ونكالة في كرتنا فحسب، بل وأيضاً خدمة لمنتخب البلد المنظّم في إطار سياسة « بوس عمّك بوس خوك» حيث حاول بكل جهده وقوته وخبثه ودهائه مجازاة هذا البلد ومنحه ورقة العبور للمربع الذهبي اعترافا بجميله في تنظيم النهائيات الافريقية وانقاذه بطريقة أو بأخرى لمصالح «الكاف» ومصالح حياتو وعصابته التي كانت مهددة في تلك الفترة التي رفض خلالها المغرب الشقيق احتضان النهائيات بسبب وباء إيبولا.. وباعتبار أن عيسى يرفع شعار «أعطيني نعطيك، ودّني نودّك» قام بالواجب وزيادة مع أهل الدار.. فاختار حكم على المقاس، وغيّر الملعب، وسرق تونس وأبكى جمهورها ودمَّر أعصاب شعب كان يعتقد أن الاتحاد الافريقي لن يكون ظالما وسيعامل كل المنتخبات بطريقة عادلة نزيهة شفافة محافظة على اللعبة وتأكيدا للمصداقية التي يدّعيها والشفافية التي يوهم الناس بها.. لكن تأكد اليوم بما لا يدع مجالا للشك أن الكرة في افريقيا لن تقوم لها قائمة مادام يشرف على ادارتها وتسييرها حياتو صاحب التاريخ الأسود وملفات الرشاوي والتجاوزات والتلاعب بالمقابلات وبمصير العديد من النوادي والمنتخبات.. لذلك نجزم بأنها كرة العار والكذب والنفاق والتخلُّف.. كرة المصالح والمنافع والمكاسب الشخصية الدنيئة المريبة.. قدرنا اننا ننتمي لهذه القارة، وقدرنا اننا ننشط تحت غطاء هذا الاتحاد الافريقي الفاسد الظالم، لكن لابد أن نعترف في المقابل اننا نتحمّل أيضا جزءا كبيرا من مسؤولية الاخفاق، وأن منتخبنا كان بإمكانه أن يحسم نتيجة المباراة منذ الشروط الأول.. لكن الاختيارات الفنية والبشرية الخاطئة، وأسلوب اللعب الذي اتّسم بالتخوّف المبالغ فيه، وغياب المجازفة منح الفرصة للمنافس وللحكم لإقصاء تونس وإخراجها بتلك الطريقة..
لذلك نرجو ونتمنّى أن نتحدث عن أخطائنا مثلما تحدثنا عن الهفوة التحكيمية الفاضحة لأن الكرة التونسية لو كانت فعلا قوية لتمكن منتخبنا من حسم الأمور وقتل المباراة وقطع الطريق أمام الحكم وحياتو وعصابته.. هذه دفعة على الحساب وللحديث بقية..
بقلم: عادل بوهلال